يعتبر التفكير من أكثر المفاهيم غموضاً واستعصاء؛ وذلك راجع إلى
تعدد وتعقد الخطوات التي يمر بها، فهو عبارة عن سلسلة من النشاطات
العقلية غير المرئية والملموسة، عندما
يتعرض الدماغ لمثير ما يتم استقباله من أحد الحواس أو أكثر من حاسة. إن ما نلمسه في الواقع من أمور حياتنا المختلفة ما هو إلا نتيجة للتفكير، والتي قد تعكس نجاحها أو ترديها، إذ تعتبر الأفكار السلبية هي إحدى معوقات
النجاح والاستمرار وتحد من قدرة الشخص على الإبداع وعلى الاتصال مع الآخرين،
كما أنها تعمل على إفقاد الإنسان ثقته بنفسه وبمن حوله. ولأجل هذا كله تتعطل حياة الإنسان
ويصبح شخصاً غير منتج عالة على من غيره كما انه قد يسبب الأذى والمشاكل له أولًا و
لمن حوله ثانياً. لهذا كان لزاماً وواجباً على الإنسان أن يضع حداً لهذه الأفكار التي
هي أساس المشاكل التي تواجهه طيلة حياته، وما ينتج عنها من سوء الظن وعدم التفكير الإيجابي؛
بسبب عادات يتبعها هذا الإنسان، أو بسبب عدم معرفة النفس معرفة حقيقية قادرة على إبراز
مواطن ومكامن القوة و الضعف في هذا الشخص.
يسعى الإنسان لتعلم مهارات التفكير، وذلك حتى يستطيع أن يضمن لنفسه مستقبلاً
مميزاً ،وكذلك يصبح ذا قدرة على حل المشكلات والظروف الصعبه التي يمكن أن تعترض مسيرته،
ووجب على الإنسان ان يتغلب على كل الأفكار السلبية التي تعترض حياته وتهدد مستقبله
ووضعه الاجتماعي القائم، عن طريق مواجهتها أولاً، وإقناع النفس بعدم صحتها، وتغليب
صوت العقل الذي ينادي في الأعماق و الذي عادة لا يلقى له بال؛ بسبب غلبة هذه الأفكار
وسيطرتها وهيمنتها على العقل و القلب. إضافة إلى ذلك يتغلب الإنسان على أفكاره السلبية
عن طريق فعل العكس، وهذا من شأنه أن يخفف من شدتها وقوة سيطرتها، إذ إن الإنسان عندما
يلمس واقعاً ونتائج مغايرة للنتائج التي يتوقعها في عقله يترك أثراً في نفسه؛ مما يؤدي
إلى عكس كل الأفكار شيئاً فشيئاً. علاوة على ذلك يتوجب على الإنسان أن يعمل على عدم
السماح لهذه الأفكار أصلاً بأن تسيطر عليه وعلى عقله عن طريق إحسان الظن، وعدم الحكم
بدون دليل ملموس. كما يتوجب على كل من يحيط بالفرد الذي تسيطر على عقله العديد من الأفكار
السلبية، أن يعمل على مساعدة هذا الشخص في إزالة هذه الاوهام من رأسه، خصوصاً وإن كان
هذا الشخص الذي يحاول المساعدة من أكثر الأشخاص تأثيراً فيه، وإقناعه لا بد وأن يقترن
مع الكلام الفعل، فبدون الفعل ورؤية نتائج مغايرة للنتائج التي يتوقعها المتوهم في
رأسه، فلن يحصل هناك أي نوع من أنواع التغيير. كما أن الأفكار السلبية قد تعترض أي
إنسان منا، فليس هناك من هو معصوم عن التفكير بسلبية، ولكن الفطن والواعي هو الأسرع
في التخلص من هذه الأفكار القميئة والتي تضع حداً لإبداعات الإنسان وقدراته التي يمتلكها.