القائمة الرئيسية

الصفحات

لغة الثرثرة.. وحرية الرأي والتعبير


#لغة_الثرثرة مصطلح مركب شائع يستخدم في حياتنا اليومية ومفهوم ومعنى مختلف بين أوساط البشر، ويختلف استخدامه حسب نظرة الأشخاص والمجتمعات لها، منهم من يدرجها تحت مظلة التعبير وحرية الرأي ومنهم من يراها إسفالاً في الحديث. وعلى النقيض يرى اتباع الصمت أن الثرثرة داء معضل أصاب البشرية في العصر الحديث معتبرين الصمت يجلب الحكمة والقناعة دون تكلف وإسراف الكلام، إذ يرون ما أن تأتي أزمة سياسية كانت أو اجتماعية أو تربوية أو ما إلى ذلك، يخرج البعض في وسائل الإعلام وبكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي يبدون رأيهم من دون دراية بخلفيات المواضيع ويطيل حديثهم إلى أن يصل المساس بالمعتقدات والأفكار والثقافات والأشخاص وإلحاق الضرر بهم دون رادع لهم أو مصوغ يمنعهم من الحديث أمام عامة الناس.

هذا النوع من لغة الثرثرة لا علاقة له بفن ومهارة الانتقاد، فما ينتج عنه هفوات لا تغتفر وزلات يستغرب السكوت عنها، وعلى الرغم من اتخاذ العديد من الدول تدابير وأنظمة قانونية للحد من حجم الجرائم الإلكترونية التي قد يروج لها " الثرثارون" في الإعلام والمواقع الاجتماعية ويطلقون شرارة البدء في اتجاه معين مستخدمين الإشاعات والأكاذيب لعدداً من الموضوعات، إلا أن لغة الثرثرة ما زالت مستمرة وبدأت تنتشر بطرق مختلفة حتى أصبحت كأنها فن من فنون المعرفة والتعليم يتداول بين أوساط الناس. لا يعني كثرة الكلام الفهم والعلم، أن تكون صامتاً عاقلاً خيراً من ناطقاً جهولاً، فبعض الكلام يرمي بصاحبه للهاوية، وكثرة الحديث قد يوقع صاحبه في متاهات وزلات غير متوقعة. اجعل لك عيناً ترصد كل أحداث حياتك ولا تكن بوقاً يردد كل ما يسمع، زن كلامك بميزان الحق فإن #للكلام_ثمن. دع ما يقال فليست كل الكلمات تعكس الحقيقة، لتكن لديك ثقة وتفرغ لنفسك واسع لإصلاحها ودع كثرة الحديث، ولا تهتم بما يقول الآخرون، فالعبرة بالفائدة وليست في لغة الثرثرة.




التنقل السريع