القائمة الرئيسية

الصفحات

أزمة روهنجيا.. مواجهة شبح الموت والصمت الدولي !


مسلمي الروهنجيا المستضعفين في ميانمار في بورما تاريخ حافل من المعاناة الإنسانية منذ عقود على أيدي البوذيين والراخين، وبعد أن كانوا يواجهون شبح الإبادة الجماعية البطيئة ها هم اليوم ينتقلون إلى مرحلة الإبادة السريعة ويتعرضون إلى حملة شرسة من الجرائم مخطط لها تشمل أنواع الظلم والاضطهاد وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وسفك دماء الأبرياء العزل والتشريد والتعذيب والحرق والاغتصاب ومصادرة الممتلكات والتهديد لكل من أراد منهم التمسك بأرضه أو الدفاع عنها وسط غياب وسائل الإعلام والمنظمات الدولية. ومما يزيد الأمر فضاعة أن الروهنجيا الهاربين من شبح الموت يواجهون شبحًا آخر بطريقة مختلفة بعد الهروب تجاه المحيط على أمل النجاة، لكنّ القوارب المتهالكة الصغيرة لا يسعها إلا الغرق في نهاية المطاف. والأسوأ من ذلك، أن هناك منهم لم تكتمل أمنيته بالهروب فيقع في قبضة أيدي الجيش البورمي، وفي كلتا الحالتين هم يواجهون الموت بأشكال ووسائل مختلفة.

في حين أن ما يتعرض له الروهنجيا من تلك المآسي التي وثقتها العديد من المنظمات الحقوقية العالمية حتى اعتبرت الأمم المتحدة الروهنجيا أكثر إنسان تعرض للاضطهاد في العصر الحديث، لا يزال صوت القتل والتعذيب والألم عالياً ومدوياً في ميانمار. وفيما يرى مراقبين  من الروهنجيا أن حكومة بورما افتعلت هذه الأزمة الراهنة ومثيلاتها في فترات سابقة لمواجهة تعاطف المجتمع الدولي وضغوطاتها لمنح الأقلية الروهنجيا مطالبها العادلة وحقوقها الواجبة. وكلما أبدت هناك أفق من الحلول لأزمة الروهنجيا بعد جهود مبذولة من أطراف عدة، اختلقت الحكومة أزمة أخرى لخلط الأوراق تستند عليها التقارير الحكومية لإباحة الحملات القمعية الدموية التي يقوم جيشها ضد الروهنجيا الأبرياء، إلا أن الحكومة فشلت حتى اللحظة في إثبات رواياتها وإدعاءاتها في حادثة هجوم مسلح من الروهنجيا على أحد النقاط الأمنية، وإنما تحاول بذلك ربط الروهنجيا بالشبكات الإرهابية والقضاء على الإرهاب و التطرف.

إن تلك التقارير التي أعلنتها المنظمات والأمم المتحدة التي تساءلت عن حقوق الروهنجيا والتعاطف معهم، لم تحرك بشكل أو بآخر على جمود الخطاب العالمي تجاه الأزمة الإنسانية ولم تأتي بثمار أكلها للأمم المتحدة التي أكتفت بتصريحات التحذير دون تدخل مباشر يراعي قيم الإنسان دون النظر إلى دينه ومعتقده وجنسه ولونه، كما أن الاعتراف بمأساة ميانمار وجرائم الحرب بها لا أهمية له طالما ليس هناك بحث وتحرك فعلي لحل القضية وتقديم المساعدة لهم. صوت أخير .. لا شك يحق للروهنجيا النضال والقتال لأجل الدفاع عن مستقبلهم وحقوقهم وفق القوانين الدولية، كما يجب على مجلس الأمن التدخل لإيقاف نزيف قتل الأبرياء وإيجاد الحلول  بدلاً من حالة الصمت الغير مبررة.



التنقل السريع