القائمة الرئيسية

الصفحات

انهيار حلب .. بين مجزرة الدم وغياب الضمير !

بأي «ذنب وقانون» يتم تدميرها وتهجير سكانها وارتكاب جرائم حرب ومجازر دموية. هكذا هو حال لسان المتابعين والمتعاطفين مع الملف السوري طيلة الأعوام الماضية، وما شهده من تسارع مخيف للمشهد السياسي وتطوراته الميدانية وأحداث مأساوية في معظم المناطق، لاقت منها حلب وحمص الحصة الأكبر في الدمار والخراب وسقوط القتلى والجرحى على يد النظام السوري، باستخدامه الأسلحة الكيماوية المحضورة دوليًا، كذلك حضور للميلشيات المسلحة والجماعات المتطرفة، التي سيطرت على واقع المشهد الداخلي بضوء أخضر من النظام وأعوانه من حزب الله وروسيا وإيران، التي خرج نظامها عن القوانين والأعراف الدولية بعد عملياتها الإرهابية، واحتفاله بانتصارات النظام السوري في استعادة حلب ومدن أخرى، وكأنه قد استعاد الجولان المحتل من قبل إسرائيل!

حلب تلك المدينة التي كثيرًا ما تغزل بها العالم لجمالها وسحرها، فقد أضحت اليوم مدينة خاوية على عروشها، حيث يسكن جدرانها الصدأ ويملئ أركانها صوت المدافع والرصاص وتحتضن أرضها الجثث وبقايا من ذكريات الأمس. وعلى الرغم من التنديد الدولي تجاه قضية سوريا وعقد العديد من الاجتماعات والمباحثات الدولية حول ما يمكن فعله تجاه هذه القضية، وما صاحبه من التعاطف مع الشعب السوري وتقديم الإغاثات والمعونات الطبية والغذائية، إلا أن صوت مجلس الأمن لم يتجاوز قاعة الاجتماعات تلك، ولغة الفرضيات ما زالت حبيسة الأقلام والتصريحات الصحفية لم تفرض حقيقتها على أرض الواقع في المشهد السياسي، الذي ما زال النظام السوري يفرض كلمته ويقمع كل صوتٍ مخالف ضده، دون أن يأبى لتحذيرات مجلس الأمن والعديد من الدول وعلى رأسها أمريكا.

إن مجزرة الدم وغياب الضمير الإنساني في سوريا، ما هو إلا نتاج لعبة قذرة مخطط لها بين دول الإرهاب في الشرق والغرب، إذ أن الإرهاب يتغذى بمناطق الصراع في سوريا وما حولها أمام مرأى الجميع، وسط تصاعد الإرهاب إلى مختلف دول العالم. كما أن الدمار وحجم الكارثة الإنسانية التي تسبب بها النظام السوري الفاشي إلى جانب معاونيه لا يمكن تصوره أبدًا، ولا يمكن إعادة إعمار المناطق المنكوبة بسهولة. سيذكر التاريخ هذه الكارثة وسيخلد ما فعله الطغاة بحق سوريا من مجازر دموية بشعة يندى لها الجبين والعين. صوت أخير .. على العالم أجمع ومجلس الأمن التدخل سريعًا وإيجاد حل عاجل، وليس الاكتفاء في مشاهدة تساقط الجثث والاستماع لصوت الرصاص والمدافع وسيطرة الإرهابيين، فما زالت الأرواح تزهق والأجساد تتعذب ويغيب الضمير العالمي والإنساني معه.



التنقل السريع