القائمة الرئيسية

الصفحات

تعديل المشاركة

رفقه للخير .. الفضيلة والمنفعة


الصداقة أو الصحبة هي العلاقة الإنسانية التي تصنف على أنها إيجابية وتربط اثنين أو أكثر من النّاس معاً، تكون مبنيةً على الاحترام المتبادل والمودة والصدق والأمانة، وتميل غالباً إلى الاهتمامات والنشاطات والسلوكات المشتركة بين هؤلاء الأشخاص. إن وجود شخصٍ في حياتك يكون بمثابة الأخ أو الأخت تخبره بكل ما يجول بخاطرك وتتحدث إليه كأنك تُحدث نفسك، تشكو إليه همومك وتشاركه أفراحك هو من أسمى العلاقات الإنسانية وأمل وهدف كل إنسان، فالصديق الوفي المخلص هو نعمة من الله. ويؤخذ المفهوم جدياً في مختلف الثقافات والمجتمعات فتظهر العديد من الصفات الهامة للصديق الجدير بالإهتمام، وذلك من خلال تحديد ما هو خير ًا أو شرًا لهم وأن يكون هناك توافق بوجهات النظر ومعرفة الآخرين؛ كذلك الصفح عن الأخطاء وتجاوز العثرات وأن يكون هناك وفاء وتضحية بين الأصدقاء.

إن للصداقة عدة أسس كما بينها الفيلسوف اليوناني أرسطو - وهي :" الفضيلة والمنفعة"، إذ أن صداقة المنفعة تكون عرضية مؤقتة وتنتهي بمجرد انقاطع الفائدة، على عكس صداقة الفضيلة التي تعتبر تدوم طويلًا، وتكتمل عندما تتوافر فيها أسس المحبة، يغلفها الصدق والاحترام والنية الطيبة والحب والعطف والرحمة المتبادلة، وتقوم في الأساس على القيم الفاضلة والأخلاق. من يقدم لك النصحية فهو يحبك ويتمنى لك الخير والصلاح فلا تكون معه غليظاً وقاسياً حتى وإن أخطأ. صديقك الحقيقي هو من يصارحك بأخطاءك ليس من يزينها ليكسب رضاك، ونظرتك لاختيار الصاحب تكون في ذلك الشخص الخيّر الذي ينشر خيراً يرآه منك ويستر عيباً عرفه عنك ويطوي السيئات. يتأثر الإنسان بأهل العقول الراجحة السديدة والإيجابية، فاحرص دائماً على أن تخالطهم حتى تنتفع بعقلك ووقتك، وأعلم أنه مهما بلغت درجات المحبة والعلاقة الحميمة بين الآخرين فإن أجمل هدية تقدمها لهم هي خوفك عليهم وتقوى الله بهم ونصحهم.




آخر الموضوعات من قسم : نوافذ

التنقل السريع