إن القلوب لها أنواع كثيرة، فهناك القلب الطيب
"الأبيض"، والقلب الخبيث "الأسود". القلوب البيضاء كلون الثلج في زمن القلوب الملونة، وكنقاء الماء تأخذ من قطراته لترى صفاء حياتك، وغير
ملوثة بالحقد والحسد والكبرياء، فتلك القلوب ترى في أعينها الصدق وفي تفاصيلهم وطقوسهم وحكاياتهم
وأفكارهم مدن مشيدة من الفرح والسعادة ولوحةً مشكلة بأروع صور التفاؤل والأمنيات
والعطاء، ويمنحون لمن حولهم الثقة، ويتسابقون لترميم القلوب المنكسرة دون مقابل، فهم لا يكترثون للألم والأوجاع مهما كان أثرها في أعماقهم.
القلوب البيضاء أوفياء لا تعرف ظن السوء بالآخرين أو الغدر والخيانة،
فهم لا يجيدون التصنع وارتداء الأقنعة. القلوب البيضاء تحول من لحظات
أيامها طوق نجاة يحيط بك،
يملؤها الرضا بما قسم الله. قد
نشتري ونبحث في هذه الحياة عن كل شيء إلا القلوب البيضاء، فهي تقدم نفسها بلا أجر،
وتجدها دائمًا بشوشة الوجه صافية السريرة. في وجدانهم حديقة مليئة بأزهار المحبة
وورود الإحسان.
لا
يمكن أن نحذف سطور وصفحات من حيات حياتنا أبدًا، فهي راسخة في ذاكرتنا وأعماقنا ،
لذلك علينا أن نملئ تلك الصفحات بأن تكون بيضاء وليست سوداء وغير ملوثة بألوان
وأشكال الشر والفجور، حتى تبقى في شريط الذكريات ولن تمحى بسهولة. نعم جميعنا
بحاجة إلى #موسم_القلب ليكون بصفاء تلك القلوب البيضاء، نزرع سلامة الصدر والتسامح والسلام والإحساس بالآخرين وصفاء النية وحسن المقصد، بدلًا من زرع البغضاء والكراهية والضغينة والانتقام، حتى وأن كان البعض يدفعك ويجبرك للتحلي بأخلاقًا ليست هي
لك، ومهما كانت الأحزان والإغواءات والأخطاء والعثرات، فإن أعظم الانتصار هو
الانتصار على النفس الأمارة بالسوء . يجب أن نترك بصمة رائعة في قلوب الآخرين وذكرى
طيبة أو كلمة جميلة أو نصيحة ثمينة وقيمة، فالكلمة الطيبة جواز مرور إلى القلوب وهي ليست سهماً، لكنها تَخرِقَ القَلب،
ومن الكلام ما هو أشد قساوة من الحجر وأحر من الجمر، فإن لم يكن لديك شيئًا
تعطيه للآخرين فتصدق بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة، وخالق الناس بخلق حسن. ولعل
قدوتنا في ذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فما أن نتمعن في سيرته العطرة نجد
أعظم وأنبل صفات الأخلاق، فلم يحقد ويكره رغم كثرة الحاقدين والمتربصين، بل يقابل
ذلك بالعفو والصفح. حين يصبح القلب أخضر ساطع ينعكس ذلك
على صاحبه، من نظارة وجهه وحسن أخلاقه وحلاوة لسانه، احرص ليكون #موسم_القلب لديك ربيعياً
طوال العام.